لكنني أنا التي أبتعد هذه المرّة وأترك المسافات تكبُر بيننا دون أن أحاول تقليصها و أفرّ هاربة منكَ ومن كلّ شيء، لست آسفة لذلك، هذا حقّي و هذا ما يجب أن يحدث عاجلاً كان أم أجلاً، أتعلم لمَ؟ لأنّ جميع المحاولات التي بادرتُ بها للإصلاح فشلت بطريقةٍ محزنة، كلّ الكلمات و الأسطر الطويلة لم تجدي نفعاً، حتى صوت البكاء و نحيبه لم يغيّر من الأمر فيك شيئاً ولم تستسلم للحظة، بكائي طوال اليوم منتظرة حنانك لم يأتي، بكيت ما بداخلي في رسائل ومكالمات هاتفية.. و كلّ الطرقات التي اجتمعنا فيها يومًا فرّقتنا الآن، الأغاني و الكتب العظيمة والأفلام التي تشاركناها معًا لم يعد لها أيّ معنى، لأنّ جميع الأشياء التي كانت بيننا لم تعد تعنيك ولم يعد حزني يعنيك للتنازل حين سماع صوتي وتنسى كل شيء وتخشى الحزن علي، ولكنّها مع الأسف لا زالت تهمّني و تعنيني، لأن الوقوف أمامها و مشاهدتها و هي تُهدم شيئاً فشيئاً يؤلم قلبي، لم أعد أملك من القوة ما يجعلني أصمد أكثر أمامك، خائفة أنا جدًا لأنني هنت عليك، لأنني لا زلت أنتظرك و أنت قد تجاوزتني، و خائفة أكثر من أن تهون على قلبي وأتجاوزك أيضاً خائفة من أن أفقد فيك دهشتي. سَتظل كما أنت طفلي المُدلل والرّجل الذي أحببت، وهبتك كُل ما لدي، يبدو أنه لم يكن كافياً ولا مفر من الوداع كما اللقاء يبدو أن طريقنا متعاكس ياعزيزي، لرُبما نلتقي في حياة أخرى، لأنك أنت لم تعد أنت 🖤.
normaelian123
Comments