لا بد من أن الشركات والصناعات حول العالم قد واجهت العديد من التحديات خلال أزمة فيروس كورونا، فالكثير من المؤسسات تراجعت وتوقفت عن العمل، ومنها من أعلن الإغلاق التام بينما واصل الموظفون العمل عن بعد للحفاظ على سلامتهم وسلامة من حولهم. وبالرغم من ذلك، فإن بعض القطاعات قد شهدت ازدهاراً غير مُتوقَع، حيث أن البلدان أصبحت تعتمد على التكولوجيا لتضمن استمرارية أعمالهم بشكلٍ موفق. ولكن القطاعات التي استفادت بالأكثر، هي أسواق المعقمات والكمامات ومواد الوقاية ، قطاع الاتصالات والتوظيف، وقطاع التجارة الإكترونية.
بدءًا، وعلى الصعيد الصحي، لا شك بأنه أصبح هناك زيادة طلب وحاجة عالمياً على المواد التي تُستخدم كوقاية من انتشار فيروس كورونا، مما أنعش الأسواق التي تموِل تلك المواد. كما أنه ازداد الإقبال على متاجر تقنيات مراقبة الأعراض التي قد يصاب بها البشر، ومنها أجهزة قياس الحرارة والكاميرات الحرارية وبوابات التعقيم. فعند سؤال صيدلاني عيادات ودكتور صيدلة عيادات في جامعة الشارقة، فراس جرجيس، حول الفوائد التي عادت على القطاع الصحي بشكل عام، والصيدلي بشكل خاص من جائحة فيروس كورونا، وضح الدكتور بأنه أصبح هناك " زيادة في التواصل بين مزودي الرعاية الصحية في سبيل تقديم خدمات أسرع، وكذلك استخدام تقنيات التواصل عن بعد في مجال التعليم الطبي المستمر وتبادل المعرفة في هذا المجال." وأضاف بأنه كانت هناك "زيادة مبيعات لبعض الأدوية والعلاجات"، معلقاً بأنه قد يُصنَف هذا الموضوع بالكارثي عند المختصين، لكنه اقتصادياً قد يُنظر إليه كونه طفرة في المبيعات لقطاعات قد تكون ذات مردود مادي محدود.
أما مرح العوا، صيدلانية في صيدلية الشام في دمشق، صرحت بأنه "يُعتبر مجال الصيدلة هو ثاني مكان من الممكن أن يتوجه إليه المريض بعد الطبيب، فأصبح هناك إقبال كبيرعلى شراء الفيتامينات والأودية للوقاية من الفيروس."
وبالنسبة لقطاع أنظمة الاتصالات، فمن المؤكد أن العالم أصبح يلجأ للتواصل مع بعضه البعض عبر الشبكات الإتصالية. حيث صرحت مدير إدارة الإتصال المؤسسي للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، والرئيس التنفيذي للسعادة وجودة الحياة في الهيئة، أحلام عبد الرحمن الفيل، أن "هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الراهنة قد أطلقت العديد من المبادرات لتمكين قطاع الاتصالات في الظروف الراهنة، و أفادت بأن بعض من هذه المبادرات كانت: توفير صندوق قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات 14،000 ألف حاسوب إلي لطلبة المدارس، وتم توفير بيانات الإنترنت المجانية عبر الهاتف عبر الهاتف المتحرك لتمكين التعليم عن بعد، وتوفير مجموعة من التطبيقات لدعم التعليم والعمل عن بعد (سكايب، تيمز، زوم)، وتم أيضاً العمل على توفير قائمة بالمتاجر الإلكترونية لميقي ومواطني دولة الإمارات للاعتماد عليها واستخدامها لشراء احتياجاتهم من هذه المتاجر. وبهذه المبادرات يزيد إقبال العاملين والطلبة والناس بشكل عام على شبكات التواصل للتمكن من التأقلم والتعايش مع الأزمة.
واستناداً إلى "ما هي القطاعات التي من المتوقع نموها في ظل أزمة كورونا؟"، تقرير صدر عن سي إن إن، فإن قطاع التوسق الإكتروني قد استفاد من جائحة فيروس كورونا، وذلك بعدما بدأ الجميع باللجوء " لشراء السلع الغذائية والبضائع الاستهلاكية عن بُعد، وذلك لتجنب الإختلاط مع الآخرين والحد من نشر الفيروس"، فأصبح من السهل التسوق والبحث عن البضائع عبر الخدمات الإكترونية. كما أنه ارتفعت نسبة الوظائف الإكترونية بنسبة 18% في نوفمبر 2020 مقارنة بالعام الماضي.
بالرغم من التغير الكبير الذي حصل في العالم منذ بدء أزمة فيروس كورونا وتطبيق خطط الإغلاق العام في الكثير من دول العالم في مارس الماضي ، والآثار السلبية على أغلب القطاعات الحيوية والاقتصادية، إلا أنه قد تكون هناك بعض النواحي الايجابية لهذه الجانحة، ولابد من الإشارة إلى أنه من غير المقصود أنها عادت بفائدة مباشرة على صحة الناس، ولكن كانت مردوداتها الاقتصادية كبيرة وأدت إلى تغيرات في مجالات لم تكن لتحدث بهذه السرعة لولا الإغلاق العام او الجزئي في الكثير من دول العالم.
Comments