مُدهِشةٌ هي الأرواحْ

مُدهِشةٌ هي الأرواحْ .. بِكُلِّ ذَلِكَ الغُموضِ الذي يُحِيطُها

يُقالُ إن الأرواحَ جُنودٌ مُجَنَدة فما تَعارَفَ مِنها ائِتَلَفْ وما تَناكَرَ مِنها اختَلَفْ

أتساءلُ بَيني وبينَ نَفسي.. هل هُناكَ أجملُ مِن تَجاذُبٍ طَبيعيِّ بينَ الأرواحْ.. بينَ ابتِسامَةٍ عَفَويّة.. ونَظرَةٍ خاطِفَةْ..

تُغرَسُ المَحبَةُ بجاذِبيَّةٍ لا تَفسيرَ لها..

كلَحنٍ يلتَقِطُ الأنفَاسَ.. تتنَهدُ الرُوحُ بَعدَ مَلقاها بتَوأمِها.. بَعدَما التقَطَتْ أنفَاسَها لوقتٍ طَويلْ..

عجِيبةٌ هي تِلك الفِكرةْ.. لا القوانِينُ الفِيزيائيّةْ ولا دِرَاساتٌ بَيولوجيّةْ تُفسِرُ كيفَ يَنجَذِبُ الإنسَانُ لآخَرٍ.. فقد ينجَذِبُ أحَدُهم للعُيونِ.. وآخَرٌ للمَشاعِرِ ولا يَعلَمُ كيفَ فالإنجِذابُ يَكُونُ بسَبَبِ الأرواحِ لأنَها عِندَما تَلتَقي لأولِّ مَرَةٍ تُرسِلُ للعَقلِ إشاراتٍ تُخبِرُهُ فيها أنَهَمُا يَعرِفانِ بَعضَهُما مِنذُ فَترةٍ طَويلَةْ

أفِعلاً هذا ما يَحدُثْ؟ وكأنَّ رُوحَكَ حاضِرَةٌ بجَسَدٍ آخَر.. جَميلٌ أن يُوجَدَ شَخصٌ لا تَحتَاجُ إلى وقتٍ طويلٍ لتفهَمَ رُوحَهُ، بل تَتفاهمْ أرواحُكُما بسَلاسةٍ..

هو شُعورٌ لا يَصِفُهُ وصفٌ ولا تَخُطُّهُ حُروفْ.. شُعورٌ يَسلِبُ مِني عَقلي، يَحِطُ رِحالي ويَجعَلُني أقصِدُهُ دُونَ أدنى تَفكِير.. تَتعانَقُ أرواحُنا لتُحَدِثَ بَعضَها البَعضْ عَن مَشاكِلِنا وانتِكاساتِنا وبُكاءِنا وحتى عن انتِصاراتِنا.. أتكلَمُ عَن جَمالِ انتِفاضَةِ القَلبِ الأولى عِندَ أولِ دَقَةْ .. جَمِيعُها مَشاعِرٌ تَزورُ فُؤادَنا للمَرةِ الأُولى.. جَميلَةٌ عَجيبَةٌ ثَقيلَةٌ مؤثِرَةٌ هِيَ..