يتّخذ العديد من الناس الكتاب رفيقاً يستمتعون بقضاء وقت عامر معه، خصوصاً في الوقت الراهن، وتحت ظروف وباء كورونا، من المحتمل أن يكون قد أحدث الفيروس تغيرات في عادات القراءة، وصناعة الكتب، كما أثار بعض التحديات التي واجهها عالم القراء والمؤلفون في زمن كورونا. بالإمكان القول أن القراءة عادت إلى البيوت بشكل أكبر خلال هذه الأزمة، وبالأخص في زمن الوباء ولكن على الصعيد الآخر، أهمل البعض القراءة وتكاسل عنها، فأصبح الكتاب في بعض الأحيان ملقى النسيان، وفي هذا الخصوص يتسائل العديد سواء ما إن كان فيروس كورونا قد أبقى وقتاً للقراءة، وإن كان قد أثر على الكتّّاب والقرّاء إما بشكل سلبي أو إيجابي. وعلى الرغم من الظروف القاسية التي فرضها فيروس كورونا على العالم، إلا أنه استطاعت إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، إقامة معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته ال٣٩، واستقبال عشّاق القراءة للاستمتاع بفعالياته مع اتخاذ إجراءات التباعد الاجتماعي. وفي هذا الخصوص.
ومنهم من ظنّ أن أثر أزمة كورونا على مجال القراءة بشكل عام كان متفوات، بحيث أثر سلبياً وإيجابياً، حيث صرّح المؤلف ومدير عام دار بلاتينيوم بوب للنشر والتوزيع، أحمد الحيدر، أن الأزمة أثرت بشكل سلبي على الناشرين لأنه تم إلغاء العديد من معارض الكتاب في العالم، ووافقه الرأي نفسه الناشر الإماراتي، محمد علي المرزوقي. وأكمل الكاتب أحمد أنه في المقابل، كان للوباء أثر إيجابي على القرّاء الذين تعرّضوا للحجر الكلّي أو الجزئي، وبالتالي زاد من عدد الكتب التي يقرأونها، وقال أنه ”من كان لا يجد وقتاً للقراءة أصبح يجد وقتاً، ومن كان متردد أصبح غير متردد.“ أما مسؤول جناح دار العربية للعلوم في معرض الشارقة للكتاب، وسام زين، فقد أوضح أن أزمة كورونا ولّدت لدى الناس اهتمام للقراءة لأنه أصبح لديهم مجال ووقت أكثر لتعبئة وقت الفراغ أثناء الحجر، وأصبح هناك ميول إلى المطالعة على الكتب الإلكترونية، ومن جهة أخرى أساءت إلى مجال القراءة من حيث التواصل بين الناشر والقارئ، فقد أصبح هناك بعد بينهم، وبات حضور الناس على معارض الكتب قليل ومحدود.
ومن زوّار المعرض من أفصح عن تجربته وأبدى رأيه بأثر جائحة كورونا على القراءة والقراء، فكان لكل من المعلمة في أفليك فرينش سكول، هدى زينة، والموظفة في الإتحاد الإفريقي، هدى اللطفي، وطالبة جامعة الإمارات، شيخة الحمادي، ورأي موحد. حيث عبر كل منهم أنهم استغلوا فترة الحجر المنزلي وأزمة كورونا في استثمار وقتهم في قراءة المزيد من الكتب الإلكترونية، كما عبّروا أن المطالعة والقراءة ساعدتهم في التغلب على الصدمة النفسية للأزمة الواقعية التي يعيشها العالم بسبب جائحة كورونا.
Comments