ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بعد تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانول ماكرون، بشأن إصراره على أن فرنسا لن تتخلى عن عرض رسومات مسيئة للرسول بحكم حرية التعبير. عادت الحادثة إلى ١٦ أكتوبر، حين قتل مدرس فرنسي على يد شيشاني لاجئ يبلغ ال١٨ عاماً، بعد عرض المدرس صوراً كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد أمام طلابه. وعقب ذلك، قامت الحكومة الفرنسية بإغلاق عدد كبير من المساجد، والأندية الإسلامية والجمعيات الخيرية. أحدثت الواقعة استياءاً وانقساماً في رأي العرب والمسلمين، حيث دعى الكثير منهم عبر حملية دشنت على مواقع التواصل الإجتماعي عن مقاطعة المنتجات الفرنسية، كما أشعلت الرسوم المسيئة وتصريحات الرئيس موجة غضب يصدرها شعار ”إلا رسول الله“.
وفي تفاعل الأحداث، تعرضوا امرأتين جزائريتين مسلمتين للطعن تحت برج إيفل بعد أيام قليلة من حادثة قتل المدرس صمويل باتي، وساتناداً إلى صحيفة جسر، فإن ضحايا الهجمات هن فرنسيات من أصول جزائرية إحداهما سيدة تدعى “كنزة” 49 سنة، و”أمل” التي تصغرها بسنوات قليلة. وإثر الأحداث المتتالية، استنكرت الدول العربية والإسلامية إصرار الرئيس، الشعب الفرنسي على الإساءة للإسلام والمسلمين، وتتالت ردودالأفعال من خلال تغريدات وتصريحات عبرت فيها بعض الدول العربية عن غضبها. فبحسب ما نقلته صحيفة فرانس٢٤، فقد أشار وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى أن تعرض المسلمين للإساءة تعتبر استغلال انتهازية لحرية التعبير. وأبلغ وزير الخارجية، أيمن الصفدي، سفيرة فرنسا في عمان، عن رفض المملكة الأردينة "الاستمرار بنشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد التي تؤذي مشاعر نحو ملياري مسلم.“ كما عبرت حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، استياءها ”الشديد“ بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي.
وفي سلسلة التغريدات عبر تويتر، عبر الرئيس الأمريكي، إيمانول ماكرون، عن إصراره بعدم التراجع عن نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة، موضحاً أنه سيستمر بالدفاع عن حرية الرأي والنقاش العقلاني.
في حين غرد العديد من الناشطين معبرين عن رفضهم بالإساءة إلى الإسلام، بذات الطريقة التي اتبعها الرئيس ماكرون.
كما غرد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مؤكداً أنه يعارض كل الإعتدائات التي تستهدف الدين الإسلامي والنبي محمد.
ومنهم من ساند تصريحات الرئيس الفرنسي، فقد غرد المتفاعل وليد الحسيني، معبرًا أنه أصبح العالم في سنة ٢٠٢٠ وليس في العصور القديمة متشددة ومتحفظة الرأي.
ومن الجدير ذكره، أنه تم الإعتداء على بعض المسلمين المقيمين في فرنسا إثر الأحداث التي وقعت، وتستمر الدول العربية الإسلامية بالتعبير عن غضبها، كما وجه العديد من الوزراء العرب انتقادات ضد أفكار الرئيس الفرنسي هجماته المفترضة. ونقلاً عن صحيقة ال بي بي سي، ف“مجلة شارلي إيبدو خاطرت بإثارة التوترات مع تركيا من خلال وضع رسم كاريكاتوري يسخر من الرئيس رجب طيب أردوغان على الصفحة الأولى من نسختها المنشورة على الإنترنت مساء الثلاثاء.“ ولكن، هل الأوضاع الراهنة هي فعلاً حالة استياء أم فرصة سياسية تحاول البلاد العربية استغلالها؟
Comments