top of page
Search
normaelian123

مطعم ”بو طافش“ للمأكولات البحرية يجذب الزوار بطعمه التاريخي


مضت ٥٢ سنة على افتتاح مطعم ”بو طافش“ للمأكولات البحرية للمرة الأولى في أبوظبي عام ١٩٦٨، مخلفاً وراءه قصة تاريخية تناقلتها الأفواه على مدى السنين. تعود قصة الرجل الفلسطيني الأردني، رضوان اشتي التميمي (أبو طافش) إلى أن غادر فلسطين ولجأ إلى الأردن، ومنها إلى شمالي سوريا ولبنان والبصرة في العراق.

أثناء رحلته تعرف رضوان على مجموعة من الشباب في مقتبل العمر أرادوا التوجه إلى إمارة أبو ظبي، فانضم إليهم في عام ١٩٦٥ وتوجه للإمارة بصحبتهم على متن مركبة كبيرة، استغرقت المسافة بين البصرة وأبوظبي أربعة أيام إلى أن رست السفينة على أحد الموانئ في دبي.

وكان أخوه الكبير ”صادق“ على معرفة بصاحب مطعم ”القدس“ في أبوظبي، نايف اسكافي، حيث طلب منه أن يتوسط بعمل لرضوان، ومن ثم توظف لفترة قصيرة في مطعم القدس بمهنة ”نادل“، وكانت أجرته اليومية ”دينار بحريني“. انتقل بعدها للعمل كمحاسب ”كراني“ في شركة البيبسي كولا، حتى نشأت له الشركة كشكاً بناءاً على طلبه في منطقة الكورنيش، مقابل هيلتون حالياً، لبيع القهوة والشاي والبيبسي والمياه.


وبعد مرور ما يقارب الشهرين، مرَ الشيخ زايد رحمه الله بسيارته برفقة موكبه، وأخذ يتسائل عن التجمع حول الكشك حيث أنه كان يرتاد هذا المكان يومياً ولم يشهد ازدحاماً كهذا من قبل، سرد رضوان حينها قصته وتلقى دعمًا وتشجيعاً من الشيخ زايد بأن يوسع عمل الكشك ويفتتح مطعماً.

منحه رحمه الله المبلغ الكافي ليكبر عمله كما أنه أمر بمنحه رخصة بالكهرباء والماء.

وافتتح أبو طافش ”مطعم وكازينو السندباد البحر“ مقابل فندق الهيلتون بالمبلغ الذي كان لديه، وتحول إلى مطعم شاطئ ذهبي، وكان يأتي الشيخ زايد لزيارة المطعم بكثرة.

من ثم ترك المكان لعمل ميناء الشيخ سعيد بن حمدان آل نهيان، وافتتح رضوان مع أبناءه مطعماً آخر اشتهر باللقب الذي لقبه إياه الشيخ زايد رحمه الله، ”بو طافش“ للسمك في أبوظبي. ولَد هذا النجاح فرصة افتتاح فرع آخر للمطعم في جميرا في دبي، وآخر في البوادي مول في العين.

ومنذ ذلك الوقت أصبح رضوان من أحد أبرز الوافدين الذين حققوا نجاحات في دولة الإمارات.


افتتح مطعم أبو طافش فرع جميرا في عام ٢٠١٠، ما يميز المطعم أن الكثيرين يظنون بأن المطعم يقدم المأكولات البحرية فقط، ولكنه يوفر في قائمته للوجبات أيضاً المشاوي وأنواعاً مختلفة من المقبلات. تتراوح أسعار الأطباق الرئيسية ما بين ال٣٠ حتى ٢٠٠ درهم، وذلك بحسب نوع الوجبة، فبعض الأسماك تكون ذات سعر مرتفع، ومنها متوسطة السعر، وينطبق ذات الشيء على المشاوي.

كما أن المطعم يقدم لزواره عروضات موسمية، فبحسب ما قاله كابتين المطعم، محمد محمود، والذي يعمل في ”بو طافش“ منذ ١١ سنة، أن “المطعم قام بعروضات موسمية كانت أحدثها خصم يومي ٥٠٪ في جميع فروع بو طافش في تواريخ ١٦ و١٧ من الشهر الماضي، وكان هناك العرض ذاته قبل سنتين“ موضحاً أنه كانت بمناسبة مرور ٥٠ عاماً على افتتاح أول فرع لمطعم بو طافش في أبوظبي في عام ١٩٦٨. كما وضح الكابتين أنه يتم الإعلان عن التخفيضات والفعاليات عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الانستغرام. تبدأ ساعات عمل المطعم من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ويكون هناك ازدحاماً أكثر في نهاية الأسبوع، والإقبال غالباً من العائلات للفئات العمرية ما فوق ال25.

وأكدت مصممة الوسائل المتعددة وابنة أبو طافش في الوقت نفسه، نادين اشتي، أن هناك إجراءات معينة يتم أخذها للتأكد من سلامة الزوار في ظل جائحة كورونا، حيث قالت أنه ”يكون هناك تباعد بين الطاولات واستمرار عملية التعقيم بشكل دائم في جميع أنحاء المطعم، ويتم تقديم الوجبات بأطباق بلاستيكية، وقياس حرارة الزائر قبل دخوله للمطعم“.

وأكدت نادين أنه ما يميز ”بو طافش“ عن غيره من مطاعم المأكولات البحرية، هو انعدام رائحة السمك المزعجة والمعتادة في أغلب مطاعم السمك، وتوفير أسماك طازجة بعكس مطاعم أخرى تقدم أسماك مجمدة، وأضافت قائلة، ”يذهبوا كلا من شقيقي في بعض الأحيان إلى عُمان و يصطادا السمك ليقدَم في وجبات المطعم، فنحن نجد المتعة في تقديم الأفضل للزبائن.“


اشتهر مطعم بو طافش بأطباقه الفاخرة واللذيذة، ومن أبرزها أطباق الهامور والقريدس المشوي، وفي هذه الفترة لقي طبق الدنيس جماهرية واسعة.

ومن الجدير ذكره أنه حاز رضوان (أبو طافش) على مكانة راسخة واكتسب شهرة عالية في دولة الإمارات، وتم مكافئته على إبداعاته وإصراره بشهادة تقدير من دائرة الشرطة في دبي. كما أنه قام بزيارة المطعم العديد من الشخصيات المعروفة من مختلف الجنسيات، ومن أبرز هذه الأعلام: الشيخ نهيان بن مبارك، الشيخ محمد بن زايد، الشيخ عبد الله بن زايد، والشيخ سعيد بن طحنون. محمود درويش، المذيع زاهي وهبي، جويل مردينين، حنان الترك، سلمى المصري، ومحمد عساف. على مدار ٥٢ عاماً، كان البحر كريماً مع أبو طافش موفراً له ثروته السمكية لتصبح قصة هذا المطعم متداولة بين الأجيال، راسخة في العقول، ومذاق طعامه يأسر كل من تناوله.


6 views

Recent Posts

See All

Comments


bottom of page