منذ أن اجتاح وباء كورونا العالم بأكمله، استمرت المزاعم الزّائفة بالتداول بين الألسنة وعلى مواقع مواقع التواصل الإجتماعي بشأن الفيروس. قد يكون السبب الأول هو عدم وجود أي معلومة سابقة عن الموضوع المفاجئ، وسرعة الانتشار وما لحقه من اختلافات بين الأنظمة الصحيّة في التعامل مع الجانحة. مما أدّى الى اختلاف ظاهر بين المجتمعات. ولعبت عوامل كثيرة دوراً مؤثراً في ذلك منها ثقافة الناس وأعمارهم، ومستوى الشباب إلى بقية فئات المجتمع، بالإضافة إلى تعليمهم، وثقتهم بالنظام الصّحي في بلدانهم. ولكن غالبية فوضى الحقائق المضطربة تصدر عن خبراء وأطباء، وهذه المعلومات المضلّلة والتي عادة ما تنسب إلى مصادر غير رسمية، تُدخل الناس في حالة ذعر مما يجعلهم يتشبثون بمعلومات لا صحة لها، لعدم القدرة على التمييز بين الحقيقة والإشاعة.
وفي هذا الخصوص، أوضح مستشار علاج الأمراض المعدية، الدكتور ضرار بلعاوي، أنه ليس كل طبيب ذو كفاءة عليه التطرق بالتحدث عن الموضوع إن لم يكن أخصائي في هذه الشؤون، وعلى تأكد تام بصحة المعلومة التي ينقلها. ”تدخلت السياسة والإشاعات ووسائل التواصل الاجتماعي والقنوات، ويظن كل من يطلق عليه مسمى الطبيب أو فني مختبرات بأنه يحق له التكلم، ولكن من المفروض من يتكلم هو أي شخص يعمل في القطاع الطبي وله اختصاص بعلاج الأمراض المعدية.“ مضيفاً إلى أنه يجب أن "نكون دقيقين في اختيار الكلمات حتى لا نثير الهلع عند العالم.“ وعبر الدكتور عن شدة تمنيه للقنوات التي تستضيف أطباء ليزودوا الجمهور بالمعلومات بشأن الفيروس، بأن يكونوا من ذوي الإختصاص.
ووافقه الرأي وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، الدكتور محمد العلماء، حين صرح بأنه ”أفضل مكان لمعرفة الحقيقة عن فيروس كورونا هو المواقع الرسمية للدولة عبر مواقع وزارة الصحة أو هيئات الصحة فقط، ويجب عدم تداول أي معلومة من غير مصادر رسمية.“ ووجه نصيحة للناس مشدداً فيها على أن يتحرّوا الدقة وتجاهل ما يصلهم من إشاعات على الفيسبوك والواتساب إن لم تكن من قنوات مهنية أو أخصائيون في هذا المجال، وبهذه الطريقة يقاوم الناس الإشاعات. كما أنه كان للإعلام دوراً في انتشار المزاعم، فبحسب ما قاله الدكتور، كان لمواقع التواصل الاجتماعي أثراً في ”ترويج الكثير من الأفكار والأخبار والمفاهيم بين عامّة الناس، حيث نرى من خلال الكثير من وسائل الإعلام عدم اهتمام مجتمعات كاملة بموضوع الوقاية والتباعد الاجتماعي.“
قد غيّرت جائحة كورونا النمط الطبيعي لحياة الناس، مما أوجد مقاومة شديدة بين أغلب الناس، والتي لم تبدأ بالإنخفاض إلّا بعد زيادة الإصابات في المجتمعات وخصوصاً بين المعارف. كما قد لعب المستوى التكنولوجي في الدول إلى اختلاف في التعامل مع الوباء من ناحية التّعليم والصحة والتجارة. كانت صدمة الانتشار السريع لجانحة كورونا وعدم وجود كوراث صحية عالميّاً في العقود الاخيرة، قد جعل تأثير جانحة كورونا كبيراً، والدّليل على ذلك الاختلاف والاض
طراب في السياسات الصحية بين دول العالم من إغلاق كامل وشبه إغلاق وعدم اهتمام في بعض الدول. فهناك العديد من العوامل الخارجية والداخلية التي تسببت في تداول هذه الحقائق المضطربة.
Comments