أشعُرُ أحيانَاً، أنني أصُونُ قَلبي وأحصِّنِهُ مِن كُلِّ شَيء، وبالأخَص، مِنَ المَشاعِرِ العابِرة
مثلاً.. مِنَ الموسيقى التي تَهرُبُ مِن نَوافِذِ العُشّاقْ
مِنَ الرِواياتِ والكُتُبِ والأفلامِ التي تَخدَعُكَ بلِذةٍ البِدايَات..
أحَصِنُ قَلبي مِن كُلِّ ذلكَ لِكي أُصبِحَ صَلبَةً.. لكي لا أصبِحَ مُتمَرِدَةً
ومِن دُونِ أيِّ سَابقِ إنذَارْ، تَنهارُ الجِدارِياتُ والحُصونُ مِن حَولي، وأستَقبِلُ الحُبَ
الذي يأتي على هَيئةِ إنسَان، وأكَادُ أنْ أُصَدِقَ لوَهلَةٍ أنَّهُ مِنَ الأحلامْ
وإنَّهُ مِنَ الجَمِيلِ، أن يأخُذَ أحَدُهم طُفولَتي على مَحمَلِ الجَدْ.
يستَحِقُ سَعيي لِكي أرسُمَ ابتِسَامَةً على وجهِهِ
يُدرِكُ هو زوايا قَلبي وخَبايَاه، جَمَالي وخَرابي
وأُدرِكُ أنا كُلَّ تَفصِيلَةٍ تَخُصُهُ، صَغِيرةً كانَتْ أم كَبِيرةْ
يُجِيدُ قِرَاءَةَ مَلامِحي، وكَلِماتِي بَينَ السُطُور
فأجعَلُ أنا مِن اسمِهِ جَرَسَاً مُوسِيقِياً يتَكَرَرُ في قائِمَةِ مُخطَطاتي اليَوميَّة.
الأجمَلُ مِن كُلِّ هذا.. أنَّهُ لا يَسعى لنَحتِي بصُورَةٍ يُفَضِلُها هو
فقَط يَمشي بِجَانِبي لأنَني أنا
أُعامِلُهُ وكأنَّهُ دَهشَةٌ جَدِيدةْ
لذى أوَّدُ أن أقولَ لَكِ عَزيزَتي
أنَّكِ جَميلَةٌ بعَينِ أحَدٍ آخَرْ
هُنَاكَ من يَبحَثُ عَن قَلبِكِ، حِسُ فُكَاهَتِكِ، لَونُ شَعرِكِ، وعَينَيكِ
هُناكَ مَن يَحتَاجُ إلى جُنُونِكِ، دِقَةِ مُلاحَظَتِكِ، فُضٌولِك ِ
وأمَامَهُ فَقَط، ستَضَعِينَ يَدَكِ على خَصرِكِ وتَتَذَمَرينَ غاضِبَةً مِن شَيءٍ تَافِهٍ كالطِفلَة، وسينفَجِرُ ضَاحَكَاً
ستَتشاجَران، وتَفتَحينَ لَهُ البَابَ لِكي يَرحَلْ، ومِنْ ثُمَ سيَضَعُ بَاقَةَ زُهُورٍ وكُرسِيّاً لَهُ أمامَ البَابْ
سيُشَارِكُكِ غِنائَكِ المَليءِ بصَوتِكِ المُؤذِ، وسيَطلُبُ المَزيدَ مُنبَهِراً
ستُخبِرينَهُ عّن قُدراتِكِ الهائِلةِ وقِواكِ الخارِقةِ، مثلاً أنه باستِطاعَتِكِ التنبُؤَ بالمُستَقبل، وسيُصِدِقُكِ
كُلُّ ذلِكَ وأكثَر، سَيأتِيكي يَوماً ما.. مَعِ الشَخصِ الصَحيح.
Comentários